عندما التقينا أحمد في المرة الماضية ، كان واصلاً حديثاً نسبياٌ إلى السويد، ومازالت رحلة لجوئه الطويلة والشاقة التي بدأت من مخيم اليرموك المحاصر جنوب العاصمة السورية دمشق في ذاكرته. حدثنا وقتها كيف أنه وعمه عبرا مسافات طويلة اتخذا خلالها رحلة القارب الخطرة عبر البحر المتوسط
العائلة مازالت في سوريا
حدثنا أيضاً بأن والدايه وإخوته الثلاثة المعاقين بقوا في سوريا وأنه بانتظار حصوله على الإقامة لكي يتمكن من التقدم بطلب لم شملهم إلى السويد
يجب أن أتدبر الأمر بأسرع وقت ممكن، يقولها أحمد بتصميم وعيناه شاردتان في البعيد عبر نافذة الغرفة التي يتشاركها مع عمه في سكن لطالبي اللجوء في السويد
عند لقائنا بأحمد للمرة الثانية، كان الوقت قد أصبح خريفاً. أحمد مقيم في السويد منذ عدة شهور و هو الآن في صف تحضيري للقادمين الجدد في المدرسة. يتعلم اللغة السويدية أكثر فأكثر، بلهجة منطقة سمولاند، ويحاول أن يشغل وقته مع رفاقه في الصف، ولكن لديه شيء آخر يشغل باله
حزين في أعماقه
حتى عندما أضحك مع رفاقي فأنا حزين من الداخل. أنا قلق على عائلتي. لم ألتقيهم منذ عام وأشتاقهم كثيراً. الحياة بلا أهل لا تساوي شيئاً، فالأم هي الحنان والأب هو الأمان. لا أحد يتمنى أن يكون في مكاني. يقول أحمد
بعد انتهائه من المدرسة، يلعب أحمد كرة الطاولة أو القدم.هو يحب السباحة وتصوير أفلام قصيرة بلوحه الالكتروني الذي يستعيره من المدرسة في أوقات الدوام
يقوم أحمد بعمل واجباته المدرسية في المساء، ومشاهدة التلفاز لبعض الوقت في غرفة الطعام المشتركة بانتظار توفر اتصال الإنترنت في سوريا لكي يتمكن من الاتصال مع عائلته. حاول أحمد الاتصال مع أهله عند زيارتنا له، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم توافر شبكة الإنترنت عند أهله في سوريا، لذلك طلبنا من عمه أن يصوره عندما يتمكن من الاتصال مع أهله في المساء
أسبوع كامل قبل أن يتمكن من الاتصال بأهله
استغرق الأمر أسبوعاً كاملاً قبل أن يتمكن أحمد من الاتصال بأهله وفي الفيلم الذي أرسله لنا عم أحمد ،نرى أحمد وهو يبكي بالرغم من محاولته تمالك نفسه . مشهد مؤلم له وأهله وهم يعبرون عن مدى اشتياق أحدهم للآخر
الحياة بالنسبة لأحمد الآن هي عبارة عن انتظار لمدة مجهولة . وفي كل مرة يتصل فيها مع أهله يسألونه كيف هي الأمور وهل من جديد، ولكن لا يمكن لأحمد سوى القول بأنه لا جديد لديه
الانتظار هو كأنني عالق بين الحياة والموت، يقولها أحمد بجدية –
مالذي تفكر فيه؟
أفكر بأشياء يفكر بها شخص ترك عائلته في الحرب. أشعر بالاختناق –
يتطلع لهطول الثلج
يتابع أحمد وعمه انتظارهما، ربما سيكون شتاء طويلاً وقاسياً. هما قلقان من احتمال تأثر طلبا لجوئهما بقوانين اللجوء الجديدة في السويد
لكن عندما نبدأ الحديث عن أن الشتاء والثلج قادمان، يشرق وجه أحمد البالغ من العمر 14 عاماً وترتسم على وجهه ابتسامة ويقول
أظن أن الناس سيسعدون بهطول الثلج في البداية. لكن قد يملون منه بعدها، إذا استمر هطول الثلج طوال الوقت، يقولها وهو يفكر ويبتسم ابتسامة عريضة
يبدو أحمد في هذه المرة أكثر هماً حول المستقبل وهو ينظر حالماً عبر نافذة الغرفة
LÄS OM AHMAD PÅ SVENSKA:
www.svt.se/nyheter/inrikes/ahmad-14-det-ar-en-vantan-pa-liv-och-dod